الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية عبد اللطيف الحناشي: يجب على الدولة الرفع من حالة التأهب والحذر فمكافحة الارهاب مسألة حياة أو موت

نشر في  18 فيفري 2015  (11:06)

واصل التنظيم الإرهابي داعش انتهاج مسار الأعمال البربرية التي يرتكبها يوما بعد يوم باسم الإسلام والدين في حق أشخاص ذنبهم الأكبر والوحيد أنهم وقعوا بين أيدي تلك الزمرة الوحشية التي لا تؤمن بالإنسانية مطلقا، حيث عمد امتداد ذلك التنظيم بليبيا يوم الأحد الماضي إلى بث فيديو وحشي حمل عنوان "رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب"،يظهر فيه عملية ذبح جماعي لـ 21 مصريا قبطيا في ليبيا، بعدما اختطفهم التنظيم في مدينة سرت الليبية منذ 45 يومًا.

وتعليقا على تلك العملية الشنيعة، اعتبر الباحث والأستاذ في التاريخ المعاصر والراهن عبد اللطيف الحناشيأن كل ما يحدث في ليبيا من مشاهد عنف وتقتيل سيكون له في تونس تداعيات على مختلف الجوانب الأمنية، الاجتماعية، السياسية والاقتصادية وذلك لأن المصير والتاريخ بين تونس وليبيا مشترك.

كما وضّح أنّ ما حدث مؤخرا هو نتاج طبيعي لوحشية تلك المجموعات الإرهابية التي ساهم تلقيها لعدة ضربات موجعة في المشرق وكذلك في ليبيا إلى تزايد شراستها وأعمالها الإجرامية، مشيرا الى أن هدفهم الأساسي هو إبراز قدرتهم على القيام بالانتقام لكل من يتدخل في شؤونها ولعل إقدامها على ذبح 21 مصري هو دليل قاطع على أنها تعتبر مصر إحدى أطراف الصراع والنزاع.

أما في ما يخص تداعيات الإرهاب في ليبيا على تونس عبّر الباحث عن قلقه إزاء تأثيرات العملية الأخيرة خاصة وأننا نعاني من احتجاز صحفيين تونسيين في ليبيا من طرف جماعات متطرفة يمكن لها أن تقدم على إعدامهما بنفس الطريقة التي يتبعونها وفق تعبيره، مشيرا إلى انه من واجب الدولة التونسية أن تسعى إلى حماية شعبها وحدودها عبر التكثيف العسكري والميداني على الحدود مع ليبيا ومضاعفة جهودها في هذا الجانب.

وفي ذات السياق أعرب الحناشي عن خشيته في أن تعمل الجماعات الإرهابية في ليبيا وخاصة المتموقعة بالحدود على استقطاب المواطنين التونسيين المعترضين لسياسات الحكومة التونسية واستفزازهم قصد استغلال الفرص لاستدراجهم والتأثير عليهم وإدماجهم بذلك داخل عناصرها القتالية. كما شدّد في هذا الإطار على ضرورة إحداث وخلق تنمية شاملة على مناطق الحدود مع ليبيا ومضاعفة الحراسة الأمنية والمخابراتية قصد رصد خطواتهم ومخططاتهم.

وفي ختام مداخلته طرح الباحث الحناشي عديد التساؤلات بخصوص الدوافع الحقيقية التي حدت بالحكومة التونسية إلى تأخير ردّة فعلها التي كان من الواجب تسريعها في إصدار بيان رسمي تندد فيه بالعملية الإرهابية التي استهدفت أرواح مصريين من طرف مجموعات وحشية تعمل لفائدة أجندات أجنبية، وكذلك لأنها مسألة حياة أو موت وفق تعبيره فلا مجال للتراخي أو التهاون بخصوصها.

 منارة تليجاني